لم تكن رسالتا الأدب والإصلاح منفصلتين عن بعضهما البعض، بل تبناهما "طه حسين" على التوازي حينا وبالتقاطع أحياناً، وأولاهما الاهتمام الذي تستحقانه، وهو ما يظهر بجلاء في هذا الكتاب. فطه حسين الأديب الذواقة، والذي عرف حق المعرفة أن الأذواق والمناهج النقدية المختلفة تنتج قراءات مختلفة للعمل الأدبي، يقدم في الشق الأول من كتابه عروضاً لكتب سردية وشعرية وأدبية متنوعة، أفرزتها قرائح كتاب عرب وأجانب متنوعي الخلفيات والمشارب، من بينهم: "يوسف السباعي"، "نجيب محفوظ"، "يحيى حقي"، و"ألبير كامو". أما الشق الثاني من الكتاب فيتناول موضوعات ذات طابع إصلاحي، تتعلق بالعدالة الاجتماعية، والتعليم، والاجتهاد الفقهي، والمشادات التي وقعت بين المؤلف ومؤسسة الأزهر الشريف في مصر حول زمرة من المسائل الخلافية.