هو شاعر وفيلسوف وأديب عربي من العصر العباسي، اشتهر بآرائه وفلسفته المثيرة للجدل، وقد أورد الكاتب أحمد تيمور باشا كتابه هذا للحديث عنه، وعن ولادته ونشأته التي كانت في مَعَرَّة النُّعمان بسوريا، ثم فَقَدَانه بصره وهو صغير، نتيجة للإصابة بالجدري. وتدبّره القراءات القرآنية بإسنادٍ عن الشيوخ، وتعلّم الحديث في سِنٍّ مبكرة. استوقفه شعر المعرّي، الذي قاله وهو ابن إحدى عشرة سنة، اختزل حكمته وفلسفته، وله فيه ثلاثة أقسام: اللزوميات، وسقط الزند، وضوء السقط. وقد تُرجم الكثير من شعره إلى غير العربية، وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. تطرّق الكتاب إلى تلاميذ المعرّي، ومبلغ علمه وذكائه، وخصّص فصلًا لمؤلفاته، وتحدّث عن ثروته وزهده، والمكرّر في معاني الشّعر لديه، وسرقاته الشعريّة، ومآخذ الشعراء على شعره. واشتمل على رحلاته التي قام بها، وبعض من طبائعه، ومعتقده الذي أُختُلف فيه، حيث اعتنق مذهب البراهمة، وهاجم عقائد الدين صراحةً، ونال بسبب ذلك الكثير من النقد والتجريح، حتى وصل الحَدُّ إلى تكفيره.