قام الفكر الإداري في مجال الإدارة العامة في النصف الأول من القرن الماضي على تحليل طرق الأداء في العمل الحكومي، وإرجاعها إلى عنصرين متميزين وهما اتخاذ القرارات، والتنفيذ. وكذلك اعتبار الإدارة العامة علمًا يمكن تطبيق المنهج العلمي عليه. والسعي وراء تحقيق الكفاية في الوظائف العامة. أما في النصف الثاني من القرن الماضي فقد أخذ الفكر في مجال الإدارة العامة إلى الرجوع عن الفصل التام بين مجال السياسة والإدارة العامة، وخفت حدة السؤال فيما إذا كانت الإدارة العامة علمًا أم فنًّا؟ وأنه علم له قواعده التي تنطبق في جميع الأحوال والأزمان. وقد برزت أهمية التخطيط في هذه الفترة حيث أخذت دول كثيرة بمبدأ التخطيط القومي.
كما ازدادت أهمية دراسة الإدارة العامة بعد أن ازدادت مهمتها عبئًا ومسؤولية وتعقيدًا، حتى أنها اليوم تمس معظم العلوم الأخرى كالطب وعلم النفس والاقتصاد والاجتماع، وغيرها. ويعمل في مجالها أرقى الكفاءات والمؤهلات؛ فالإدارة تستثمر مجهودات المحامين والأطباء والمحاسبين والإداريين وغيرهم بما يؤدي لتحقيق غايات المجتمع وأهدافه.
وهذا الكتاب يتضمن ثلاثة عشر فصلًا تستعرض كل جوانب الإدارة العامة كعلم وكممارسة.