هذا هو الجزء الثاني من "أشهر الرسائل العالمية"، والرسائل التي يحتويها كتبت كلها تقريبا في الفترة المحصورة بين بداية القرن التاسع عشر وحتى العصر الحديث، وتلقي أكثر ما يمكن إلقاؤه من الضوء على أهم حوادث التاريخ.
وإذا كان أكثر ما يهتم به المؤرخون هو أخبار الملوك وحروبهم ، فإن الرسائل الشخصية هي التي يجب الرجوع إليها لمعرفة الناس على حقيقتهم، والكشف عما كانوا يخفونه من أخلاقهم وأعمالهم عن أعين غيرهم في الحياة العامة. ذلك أن صندوق الرسائل، كما قال شيشرون، "مستودع مقدس" يضع فيه الناس أسرارهم وهم واثقون من أنهم قد ألقوا بها في مكانٍ أمين، وأن ما حوته من الأسرار لن يطلع عليها إلا المرسلة إليهم.
من أجل هذا عنى المؤلف بترجمة الرسائل التي يحويها هذا الكتاب، ولم يقتصر فيها على نوعٍ واحدٍ بل حاول أن ينوعها بقدر المستطاع، فذكر منها ما يصف عواطف كاتبها من حبٍّ واستعطاف، وما يعنى بالحادثات الهامة التي غيرت مجرى التاريخ، أو بالشخصيات البارزة التي كان لها أعظم الأثر في هذا العالم ملوكًا كان أصحابها أو فلاسفة أو رجال دين، رجالًا أو نساء، شیبًا أو شبابًا. وكثير منها رسائل خاصة لم يكن كاتبوها يظنون أن أحدًا سيطلع عليها في يومٍ من الأيام.