"المحاكمة" هي رواية من تأليف الكاتب التشيكي فرانز كافكا، عن بطل الرواية الذي يدعى (جوزف ك) والذي يستيقظ في إحدى الأيام صباحاً فيتم اعتقاله ومقاضاته على جريمة، ولأسباب لا تذكرها الرواية حول اعتقاله ولم تحدد ما هي الجريمة التي اتهم بها.
ففي صباح يوم عيد ميلاده الثلاثين، أُوقِف جوزيف ك، -أمين الصندوق الرئيس لأحد البنوك- بشكل غير متوقع من قبل عميلين مجهولين من وكالة غير محددة من أجل جريمة لم تحدد، ومع ذلك، لم يُسجن جوزيف، بل تُرك "حرًا" وطُلب منه انتظار التعليمات من لجنة الشؤون القانونية، حاولت صاحبة المكان الذي يعيش فيه جوزيف -فراو جروباش- التخفيف عنه بشأن المحاكمة، لكنها لمّحت إلى أن هذا الإجراء قد يكون مرتبطًا بعلاقة غير أخلاقية مع جارته فرولين بورستنر.
ومن أجواء الرواية نقرأ: "لا بد أن أحداً قد افترى على جوزف ك، إذ إعتقل ذات صباح دون أن يكون من شأنه، قد فعل شراً، إن طبّاخة مؤجرة غرفته السيدة غروباخ، التي كانت تحضضر له طعام الفطور كل يوم في نحو الساعة الثامنة صباحاً، لم تاتِ هذه المرة، وهذا لم يكن قد حدث قط، وانتظر ك فترة وجيزة، ورأى، ورأسه ما زال على الوسادة، المرأة العجوز التي تسكن قبالته والتي راحت تراقبه بفضول غير مألوف لديها أبداً لكنه من ثم، وهو مستغرب وجائع في الوقت نفسه، قرع الجرس، وعلى الفور طرق الباب ودخل رجل لم يكن قد رآه قط في هذا المسكن، كان نحيلاً لكنه متين البنيان، وكان يرتدي رداءً محبوك التفصيل أسود اللون، يحمل مثل بدلات السفر ثنيات مختلفة وجيوباً وبكلات وأزراراً وحزاماً، وبالتالي بدء رداءً عملياً، دون أن يتضح للمرء لماذا يصلح، من أنت؟ سأل ك وجلس معتدلاً في الفراش في اللحظة نفسها، لكن الرجل تجاهل السؤال وكأنما كان على المرء أن يتقبل حضوره، واكتفى من طرفه بالقول : "لقد قرعت الجرس" ، "على أنا أن تحضر لي طعام الفطور، قال ك وحاول في بادئ الأمر بصمت أن يعرف حقيقة الرجل بالإنتباه والتروي".