"إلى صديقي المقرب من عالم الجن "بني النعمان" رجاء صغير: أظن أنني عملت معك الواجب في ثلاث روايات، أتمنى أن تحقق لي أمنيتي.. عفواً لا تصدقوا الإهداء فقد جاءني هكذا..أقصد أن الجن لا يحققون الأماني و"بني النعمان" ليس صديقي المفضل، لقد اتخذت صديقاً آخر.. عفواً مرة أخرى..حسناً سأخبرهم!! لا تصدقوني، فأنا لا أعرف"بني النعمان" ولا قبيلته، وليس لدي أصدقاء من العالم الآخر، وكل ما في الرواية لا يمت للواقع بصلة، وبذلك أكزن قد أخليت مسؤوليتي."
بهذه الكلمات الملفتة للقارئ، انطلقت الكاتبة بدررمضان روايتها "منسا بنت مركوم."
ومن أجواء هذه الرواية: "دوماً كان يعتقد أن مثل جميع الصيادين ، فجميعهم يعشق البحر حد الجنون، لكن الوضع معه مختلف للغاية، هو يتنفس الماء! لا يمر يوم دون أن يذهب للصيد لو لم يصاحبه أحد ومهما كانت سوء الأحوال الجوية، يلقبونه ب "شمس المحيط" نسبة لأكبر سمكة تم اصطيادها بواسطته في قريتهم منذ قرون. شعر بسعادة تغمره حين وجد يومه مشمساً ونسائمه عليلة كما كان يتمنى، ابتسم بحبور فعليه أن يذهب للصيد سريعاً، -يبدو أن اليوم هو يوم سعدي همس بها وهو يترك النافذة سريعاً، فمنذ أكثر من شهرين ورزقه قليل بسبب الجو البارد وهروب الأسماك لأقاصي البحار، تملكه النشاط ليغير ثيابه ويتناول قهوته على عجل وهو متحمس للغاية، يرسم بعقله مئات السيناريوهات المبهجة وهو يرتشف قهوته بلذة، أولها أنه سيتعمق لنقطة بعيدة جداً في عرض البحر حتى يصطاد منها أكبر سمكة سيحصل عليها يوماً، ليعوض أشهر الكساد الذي عاشها بسبب سوء الأحوال الجوية، وآخر أحلامه وأهمها كانت حبيبته "لياء" التي حين يعو سيتزوجها أخيراً بعد أن يحصل على المال الكافي لشراء أثاث الزوجية، وحينها سيكون قد أكمل عامه الخامس والثلاثين".