ظهر كتاب «العقد الاجتماعي» مع كتاب «إميل» عام ١٧٦٢م ، فدل بذلك على بلوغ جان جاك روسو الذروة من عمله، فكتاب «العقد الاجتماعي» يشتمل عمليًّا على نظريته الفكرية السياسية كلها، ويدل عنوانه على موضوعه.
وضع روسو هذا الكتاب، وكان من الخطر البالغ أن يجهر الإنسان بأي رأي حر حينما وضعه، وكان جريئًا في كل ما أبداه فيه، وقد حمل روسو على الرق وعدم المساواة، وناضل عن حقوق الإنسان وأقامها على طبيعة الأمور، وقال إن هدف كل نظام اجتماعي وسياسي هو حفظ حقوق كل فرد، وإن الشعب وحده هو صاحب السيادة. وكان يهدف إلى النظام الجمهوري، فتحقق هذا النظام بالثورة الفرنسية بعد ثلاثين سنة حين اتُّخِذَ «العقد الاجتماعي» إنجيلَ هذه الثورة.
ويعد روسو من أعظم من أنجبتهم فرنسة من الكتاب، غير أن آراءه تقبل أو ترفض على حسب الأمزجة، وهو يُحَبُّ أو يكره ككاتبٍ أوحى بالثورة الفرنسية قبل كل شيء.