كعاده جرجي ريدان ينقلك في روايته الى قلب الأحداث في وصف رائع كأنك تعيش القصة هكذا بدون الحاجة الى تلك المقدمات الطويلة المملة . يتحدث الكاتب هنا عن تاريخ مصر أواخر القرن الثامن عشر عبر سرد نموذج لعائلة التاجر عبد الرحمن وابنه حسن وزوجته سالمة وتقلّب حياتهم بعد هرب الوالد من إحدى حملات علي بك، ويتحدث فيها عن تحالف المماليك مع روسيا في حروبها مع الإمبراطورية العثماني. كما يظهر الكاتب الاستبداد والظلم الذي وقع علي يد المماليك (الذين جاؤو بعد أن كان قد تولّى زمام الحكم في مصر بعد الخلفاء الفاطميين عدد من السلاطين والحكام الذين عهد إليهم إدارة شؤون الدولة المصرية، فرفعوا رايات ازدهارها وتقدمها) وما كان من إدارة علي بك وهو أحد السلاطين الذين حكموا مصر والشام واستبدوا وبطشوا بأهلها، ففرض الضرائب وألحق الضرر بالشعب ، ويشرح وقائع الحالة السياسية والتاريخية والاجتماعية التي شهدتها بلاد الشام في أواخر القرن الماضي كما ويدون للتاريخ استبداد الحكام العثمانيين والدور الذي لعبوه في فرض سيطرتهم على هذه البقعة العظيمة على الأرض.