في كتابِهِ المؤثّر "شهداء التعصب"، يأخذنا "ميشيل زيفاكو" في رحلةٍ مُؤلمةٍ إلى أعماقِ التّاريخ الفرنسيّ، حيث تَستعرُ نيرانُ الحروب الطائفية بين الكاثوليك وَالبروتستانت، مُخلّفةً وراءَها آلافًا من الضحايا وَجراحًا عميقةً في النّسيجِ المُجتمعيّ. ويُقدّمُ الكتابُ رؤيةً مُحايدةً لِتلكَ الفترةِ العصيبةِ من التّاريخ الفرنسيّ، لا يُمجّدُ فيهِ طرفًا على حسابِ الآخر، بل يُسلّطُ الضوءَ على مأساةِ الإنسان الذي وقعَ ضحيةً لِـ "التّعصّبِ المذهبيّ الأعمى". وَنَتعرّفُ من خلال سطورِ الكتابِ على قصصِ شهداءَ من كلا الطّائفتين، رجالٍ وَنِساءٍ وَأطفالٍ دفعوا ثمنَ الخلافاتِ وَالصّراعاتِ الطائفية بِأرواحِهم. ويَجمعُ الكتاب بين دقّةِ الباحث المُؤرّخ وَسلاسةِ الكاتب المُبدع، مُوظّفًا لغةً أدبيةً راقيةً لِسردِ أحداثٍ تاريخيةٍ ثقيلةٍ بِأسلوبٍ مشوّقٍ يجذبُ القارئ وَيَأسِرُ انتباهَه.