تطوّر الحكم قبل ظهور المذاهب الفلسفيّة الّتي تشرح قواعده ونظريّاته، فانتقل النّاس من تأليه الملوك إلى الإيمان بتولّيهم المُلْك من عند الله، وكانت الأديان الثلاثة آية بالغة من آيات هذا التطوّر البعيد،ويُقدّم العقّاد في هذا الكتاب مجموعةً من آراء الفلاسفة السّياسية من القرن العشرين، ويبيّن رؤيتهم في نظريات الحكم وعلاقة الأفراد بالحاكم، ويربط سلسلة حلقات الحكم من العصور القديمة إلى الحديثة. والعقّاد هو عباس محمود العقاد؛ أديب، وشاعر، ومؤرّخ ، وفيلسوف مصريّ، كرّسَ حياته للأدب، كما أنّه صحفيٌّ له العديد من المقالات، وقد لمع نجمه في الأدب العربيّ الحديث، وبلغ مرتبةً رفيعة. ولد العقاد في محافظة أسوان سنة 1889، في أسرةٍ بسيطة الحال، فاكتفى بالتّعليم الابتدائيّ، ولكنّه لم يتوقّف عن سعيه الذّاتيّ للعلم والمعرفة، فقرأ الكثير من الكتب. وقد ألّف ما يزيد على مئة كتاب، وتُعدّ كتب العبقريّات من أشهر مؤلّفاته. توفّي سنة 1964، تاركًا خلفه ميراثًا أدبيًّا زاخرًا.