إن لهذا الكتاب مذاقٌ خاصٌ للقارئ، فهو بمثابة أول نغمة من نوعها في العالم العربي الحديث، فقد خالف بتراكيبه ودقّة بيانه المألوف آنذاك من حيث الكتابة الأدبيّة العربيّة، وقد جاء كتمهيد وبداية الحركة العربية الرومانسية الجديدة، والتي ابتدعها جبران خليل جبران، ومن خلالها استطاع أن يقدم لقارئ العربي لونًا جديدًا من أجمل ألوان الأدب، له تطرب آذان القارئ من جمال لفظه، وترقى لجلال معانيه القلوب، وتذهل لروعة خياله العقول. ومن الكتاب نختار لكم هذه المقاطع: — أريد أن أموت شوقا ولا أحيا مللًا.. أريد أن تكون في أعماق نفسي مجاعة للحب والجمال لأني نظرت فرأيت المستكفئين أشقى النّاس وأقربهم من المادة وأصغيت فسمعت تنهدات المشتاق المتمني اعذب من رنات المثاني والمثالث. — الملامة لا تميل بالقلب عن الحب.. والعذل لا يصرف النفس عن الحقيقية.. والإنسان بين قلبه ونفسه كغصن لين في مهب ريح الجنوب وريح الشمال. — اذا كان الحب لا يرجعك الى هذه الحياة فالحب يضمني إليك في الحياة الآتية.