من أهم الكتب التي كُتبت في العصر الحديث حول النبي محمد "صلى الله عليه وسلّم" هذه الشخصية التاريخية والدينية العظيمة. ففي هذا الكتاب يستعرض هيكل تلك الفترة المفصليَّة من التاريخ البشري، بأسلوب علمي راقٍ خالٍ من التعصُّب والتحزُّب، كما يحرص على عدم مجاراة السرديات التاريخية السائدة في عصره والمتمثِّلة في اجترار مناهج القدماء. منذ المقدمة يطرح الكاتب أنَّ بعض المستشرقين حين لم يتمكنوا من التشكيك فى الإسلام لجأوا إلى حجة العاجز حين يدع الأثر العظيم ويتناول مَن صدر هذا الأثر عنه أو كان وسيلته إلى الناس فيجعله هدف مطاعنه .تكلّم الكتاب بالتفاصيل عن مراحل حياة الرسول صلى الله عليه وسلّم ؛طفولته ،شبابه،بدايات الدعوة،الهجرة،مراحل الدعوة ومن ثمَّ وفاته وحال الدولة من بعده . مقطع من الكتاب: "منطق العقل هو تاج هذه الحياة الإنسانية ، إنّما دون أن يكون منطقاً جافاً خالياً من الروح والعاطفة فهو ينتظم الروح والعقل والعاطفة جميعاً حتى يستطيعَ اكتناه غاية ما تستطيعه الإنسانية من أسرار الكون . ولقد جاء نبي الإسلام داعياً إلى الحق تؤازره العاطفة والروح بمعجزة هذا المنطق البالغة فى القرآن الكريم الذى أوحاه الله إلى نبيه ، به أكملَ الله للنّاس دينهم وأتمّ عليهم نعمته, وبه توّج الرسالات وختمها. لقد أراد الله أن يتم نشر الإسلام وانتشار الحق على يدى محمد ، فهو الرسول ، المجاهد السياسى ، الفاتح فى سبيل الله وفى سبيل كلمة الحق التى بُعث بها ،ولقد كان فى كل ذلك عظيما صلى الله عليه وسلم" .