"العشق هو لَحْنُ الوجود الذي كَسَاهُ الجمال، والحُبّ بذرة الحضارة التي لن تكون بدونه، ولن تُولد في غيابه… فما الحبّ إلاّ سؤال تحرّك في قلب العاشق يخاطبه قائلًا: لما لا أستطيع العيش، والحياة بعيدا عن حبيبي…؟. ويَظَلُّ ذلك السؤال يَؤُزُ فؤاد العاشق، ويحارب نومه، ولن يجد له جوابا، إلاّ في ابتسامة عشيقه بلغة يملأها العطاء، وتغشاها قطرات الحبّ النازلة من سماء قد تزينت لناظرها، فحَرَّكَت شفتيه بابتسامة غيرت حروف الكلام، وهذّبت لحنه فغدا لحنا للوجود…
الحكاية يا ولدي هي حكاية عاشق قد تَشَرَّبَ حبَّ فتاةٍ قد شغفها حبّه هي أيضا… فاتقدَت بداخله نارا بدلا من أن تحرقه كما أحرقت الكثير من قبله . فكم من مَلِكٍ انهارَ مُلكه لا ببندقية، ولا بسيف إلاّ انّه سقط في بحيرة العشق فالتهمهُ حوتها، وغدا حرفا من حروف التاريخ الآفلة. وكم من شاعرٍ احترقت حروف أبياته بهوى حبيبٍ، لازال ريح دخانها يفوحُ بين العُصور يبحث عن بذور عاشقٍ ليسقيها ألماً طعمهُ عند الحبيب أحلى من السّكرِ، وريحُهُ أطيب من العنبرِ، ونوره أشدّ من ضوء الشّمس، ووجهِ القمرِ."